مسجد الكوفة المعظم معلم تاريخي وديني زاخر بآثار الأنبياء والأولياء والصالحين
تحيط بمسجد الكوفة المعظم العديد من الهالات النورانية التي جعلت منه معلما ذا أهمية تاريخية ودينية كشفت عنها الآثار والشواهد الشاخصة والمنتشرة في أرجائه والتي أهلته لأن يكون في مصاف المساجد التي تشد اليها الرحال ويحظى بالمرتبة الثالثة بعد المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فهو البقعة التي بارك الله فيها فكان معبد الملائكة قبل خلق آدم عليه السلام، والمتتبع للآثار يلحظ بوضوح المراحل التاريخية التي مر بها هذا الأثر التاريخي والديني الضارب بالقدم، والتي تتمثل بمقامات الانبياء والأولياء والصالحين والمعالم التاريخية.
فأول المقامات التي يلحظها الداخل من باب الثعبان وبالقرب منها هو مقام ابراهيم الخليل عليه السلام ويقع على يسار القبلة ويسمى بالاسطوانة الخامسة، ويليه مقام الخضر صاحب موسى عليهما السلام ويقع بجوار مقام ابراهيم الخليل على الجهة اليسرى، أما مقام النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم فيقع وسط المسجد، ومقام أمير المؤمنين عليه السلام ومحرابه ومحل استشهاده فيقع الى جانب مقام النبي نوح عليه السلام وفيه منبره الشريف ويعد أكبر وأجمل محاريب المسجد، وللنبي آدم عليه السلام مقام في المسجد الشريف يقع عند الاسطوانة السابعة على جهة اليسار أمام محراب أمير المؤمنين عليه السلام، ويقع على يمين مقام النبي آدم مقام جبرئيل عليهما السلام وهو من المقامات المهمة في المسجد، ثم مقام الامام زين العابدين وهو مكان عبادته عليه السلام ويقع داخل محراب أمير المؤمنين عليه السلام – حاليا في جهة النساء -، أما مقام نوح عليه السلام وهو بيته أيضا ويسمى بباب الفرج فيقع في الزاوية الغربية للمسجد، و وللإمام الصادق عليه السلام مقام يقع بجوار الايوان الذي يفضي الى مرقد المولى مسلم بن عقيل عليه السلام وهو المكان الذي كان يصلي فيه أثناء نزوله الكوفة ايام أبي العباس السفاح.
وجميع هذه المقامات الشريفة أشار اليها أئمتنا عليهم السلام وأكدوا على وجودها وحددوا أماكنها وأقاموا الصلاة فيها كما ورد في أحاديث كثيرة ذكرتها المصادر الدينية والتاريخية.انتهى
ج . س