الأخبار

الكلمة الطيبة : اثر حقيقي نابع من القلب

 تاريخ النشر : 21 شباط 2018  عدد الزيارات: 2056  طباعة الخبر

الكلمة الطيبة ليس بالشرط أن تكون منطوقة من القائل ومسموعة من المتلقي بل قد تكون مكتوبة أيضا او ايحاء يدل على التصرف الطيب والواعي وفيه المودة والاخاء و الطيبة والعطاء وهي وسيلة من وسائل الحماس وتجدد النشاط وتزيد من المحبة والتقارب بين البشر وخصوصا بين المتنازعين.

 نجد أن هناك العديد من الظواهر المجتمعية من يبخلون على طلابهم أو العاملين لديهم أو على زوجاتهم وأزواجهم بكلمة طيبة وبالتالي قول الكلمة الطيبة هو فن لا يحسنه الكثيرون آو يجهله البعض لمصالح او امتيازات قد تمنعهم من الحصول عليها عند تعاملهم بتآلف مع الاخرين.

 على الرغم من أنه قول الخير هو اصل الطيب يرفع معنويات الآخرين وقد راعى الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الجانب في أحاديثه الشريفة عند قوله اتقوا النار ولو بشق تمرة فمن لم يجد فبكلمة طيبة.جائت هنا كلمة الطيب بديل رئيسي للعطاء والتصدق ومساعدة الاخرين.

الكلمة الطيبة  حل لعديد من المشاكل الزوجية التي تأتي من سبب ضغوط الحياة وتضاعف الهموم والمشاكل بشكل متزايد وسط مشاعر من التوتر والقلق وتكون هناك حاجة ماسة إلى التوافق والانسجام بين الزوجين فتكون الكلمة الطيبة هي الحل الأمثل نظرا لضيق الوقت وعدم وجود سعة وقت للمزيد من الخلافات أو المواجهات علاوة على أن الكلمة الطيبة لا تحقق فقط الرضا الظاهري ولكن تمد أثر هذا الرضا إلى الرضا الحقيقي النابع من القلب وفقا لما قاله علماء النفس بأن التظاهر بالسعادة يمتد تأثيره على الداخل لينعش النفس ويزيل الاكتئاب.

يؤسف ذلك في وقتنا الحالي  أصبح نادرا ولم تعد متداولة كما كانت في جيل الآباء والأجداد او السنوات الماضية القريبة ، لأن العولمة وما أنتجته من توجه مالي وتقسيم الاسرة الى مجاميع الكترونية لم يستطيعوا التعايش الاعتيادي وتبادل الالفة بينهما بشكل صحي طبيعي أدى ذلك الى اهمال الكلمة الطيبة  و ردونا نحو سوء الكلام بهدف دنيوي فقط واخذت القيادة بيد الكلمة الخبيثة التي هدمت أخلاقنا وديننا ودنيانا والبناء المجتمعي الصحيح التي اتبعناه من العترة الطاهرة واصحابهم عليهم السلام .

حياة الانسان وبناء المجتمعات يجب ان يكون مبني على صدك الحديث والتعامل الحسن والطيبة والمودة والتأخي ورفع شعار الإنسانية و بدليل أن الاسلام انتشر في شتى بقاع الأرض بسبب ان الدين معاملة وبالتالي الكلمة الطبيبة  التي تعتبر الفرق بينها وبين الكلمة الخبيثة كبير جدا فهو كالفرق بين الحق والباطل والفضيلة والرذيلة، لأن الكلمة الطيبة تبني وتعمر والخبيثة تهدم وتخرب فالأولى تطبع الحياة بالبياض النقي والثانية تطبعها بالسواد القاتم والآية الكريمة التي صورت الكلمة الطيبة بشجرة طيبة والكلمة الخبيثة بشجرة خبيثة دليل على قوة وثبات الكلمة الطيبة بأنها تضرب في جذور السماء.

حتى العِتاب، وما فيه من وقع المرارة في النفس، وهذا أمر طبيعي وبديهي، يجب أن يكون بالكلمة الطيبة، حتى يكون بنَّاءً ذا قيمة ونفع ولا يكون كذلك بالكلمات المؤذية، بل بأجمل العبارات وأحسنها، فتتقبلها النفس وتأخذ بها، ما دامت عاقلة مؤمنة.