الام .. هي الدار
قال تعالى في كتابه العزيز: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً)
الأم هي البذرة التي تنشأ بها الأمة جميعها فإن صلحت تلك البذرة صلحت الأمة جميعها وإن فسدت فسدت الأمة وتبقى الام مثل الشمس يسحبن أصابعهن من بين أغصان العمر شيئاً فشيئاً ويتركن خلفهن ظلاً بارداً هذه الام التي اثقلت نفسها في كفاح الاسرة وتحمل معانات المعيشة مضحيتا بالعمر لتزرع بذور جديد في تربة صالحة حرثتها بيديها وسقتها من عرق جبينها ونطرت السنين طوال لتحصد هذه الثمار وحبت السهر والحرص من اجل توفير كل ماهو مهم وسعيد لاسرتها .
جاءت في نهاية النهار تلملم ماتركته ساعات العيش التي يتمتع بها ابنائها وتستعد لليوم التالي ويديها تملئها خدوش الغسيل وهي تلبي الطلبات وكل هذا وهي لم تفارق شفتيها الابتسامة ترضي الكبير وتعلم الصغير تعيش الفرح بقلوب العائلة .
امي . امي هي التي كونت نواة تكويني انا البعض وانت الكل لا استطيع ان اقف امامك لهيبتك تلك التي تطهّر الأرض اذا ما داست قدماها التراب وتبتسم السماء اذا ما فركت مسبحتها بعد الف تسبيحة هذه المراة العظيم التي قدستها الأديان والسموات .
فعلن انها البسيطة من هذا الكون لكنها قوية تغلبت عليها العاطفة والحنان والرقة لها من الجهود والفضائل ما قد يتجاهله ذوو الترف ممن لهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم قلوب لا يفقهون بها هي جندية حيث لا جند وهي حارسة حيث لا حرس لها من قوة الجذب ومَلَكة الاستعطاف ما تأخذ به لبَّ الصبي والشرخِ كلَّه وتملك نياط العاطفة دقّها وجلِّها وتحل منه محل العضو من الجسد، بطنها له وعاء وحجرها له حِواء إنه ليملك فيها حق الرحمة والحنان لكمالها ونضجها وهي أضعف خلق الله إنساناً إنها مخلوقة تسمى الأم.
ح.ح