الثقة بالنفس وكيفية نشأتها لدى الأطفال
تظهرأهمية الثقة بالنفس لدى الأطفال بالتوافق النفسيّ للطفل الذي يبعث إلى السعادة والاطمئنان الداخليّ، حتى يصل الطفل إلى حالة من التقدير والأمان الذاتي لدى اسرته فتجعله مُستقرّاً نفسيّاً بعيداً عن الاضطرابات بالإضافة على إعطاء العَقَبات التي يواجهها بحجمها الأصلي دون تضخيم أو خوف مبالغ فيه مما يترك اثر سلبي عليه كما أنّها تجعل الطفل ناجحاً في أدائه للمَهام من خلال إيمانه بذاته.
الثقة بالنفس لدى الأطفال هي ثقته بكفاءته للقيام بمهارة او عمل معين يستطيع من خلاله ان يبرز نفسه او يريد من خلاله ان يترك تاثير لدى الحاضرين او اهله او من حوله ومنها إلى الدافعية للمزيد من التعلّم والنجاح والانفتاح النفسيّ لاكتساب خبرات جديدة .
فالطفل بذاته يُحبّ من حوله ويُعبِّر عن مشاعره بحُريّة أما الطفل غير الواثق بنفسه فإنه يخاف من التعبير عمّا يجول في خاطره كما يجب ان تكون الثقة وفق حدود مناسبة ودروسة وفق التكوين التي يعيش فيه الطفل حيث لايمكن ان تصنع ثقة مبالغ فيها وتجعل من سلوك الطفل سلوكا يكبر عمره بكثير وتعكس عليه الثقة بالتصرفات الغريبة او غير مؤلوفة كما لو فقد الثقة يظن أنّ كل من حوله يراقب عيوبه الأمر الذي يقوده في النهاية إلى العزلة والانطواء على نفسه؛ لعدم ثقته بكفاءته الاجتماعيّة والذاتيّة.
بناء ثقة الطفل بنفسه بما أنّ الثقة بالنفس هي البنية الأساسيّة لشخصية الطفل فإن الدور الأساسيّ في التنشئة السويّة يقع على الأسرة والمدرسة لتمكين هذه البُنية وبالنظر إلى الآثار السلبيّة لضعف ثقة الطفل بنفسه وتدنّي مفهومه الذاتي عن نفسه فيجب على الوالدين علاج هذه الحالة التي قد تستمرّ مع الطفل أثناء تقدّمه في مراحله العمريّة وتعرّضه للكثير من الأزمات والاضطرابات النفسيّة.
هناك الكثير من الطرق العلاجيّة والبنَّاءة يمكننا ان نتعامل بها امام أطفالنا حتى نصنع طفل ناضج فكريا وجسديا وصحيا .
يمكننا التعبير عن الحب بشكل غير مشروط وسهل فالطفل يحتاج الحنان والعناق كما لا يمكن اخذ مساحته بالتعبير عن مشاعره والاستماع له باهتمام مع مُراعاة مشاعره والأخذ بها مع عدم إهمالها.
لا ننسى أيضا وضع برنامج تشجيعي على الإفصاح والتعبيرعمّا في داخله دائماً ونمتنع تماما من الايحاءات السلبيّة والكلام الهدّام التي يُلقي به الابوين على أبنائهم دون المعرفة بمقدار الأذى النفسيّ الذي تُسببه هذه الكلمات فينتج عنها تشويه الطفل لصورته عن ذاته.
كما لا ننسى عند تعرضه لمشكلةٍ ما يرى نفسه غير كفؤ لمحاولة حلّها، وتنحدر ثقته بقدراته، فتُسيطر عليه التعابير السلبيّة المليئة بالاستسلام مثل لا أستطيع، وغير قادر على حلها ، وأخاف من، وهي الاعذار تكون وارده وسريعه لديه لتتبعُها حالة من العجز الذاتيّ والإحباط.
وكذلك انتقاد السلوكيّات غير المرغوب بها الصادرة عن الطفل وليس انتقاد الطفل نفسه مثل ضربك لأخيك سلوك غير لائق بدل قول أنت ولد مشاغب فتوجيه الملاحظة على سلوك الطفل يُحافظ على التقدير الذاتيّ مع إيصال التوجيه المطلوب أمّا توجيه الملاحظة للطّفل بذاته فهو يُقلّل من القيمة الذاتيّة لشخصيّة الطفل.
ويحنا هذا الثبات بآلية التعامل مع الطفل وعدم التذبذب بها فلا يجب على الوالدين نهي الطفل عن سلوك مرة والتغاضي عنه مرة أخرى مع أهميّة الاتّفاق بين الأم والأب في اتّخاذ قراراتهم المُتعلقة بأطفالهم وتجنب الأطفال الخلافات العائلية التي تحدث في المنزل التي تعكس على تصرفات الأطفال فيُمكن أن يتميّز الأب بالقسوة بينما تكون الأم ليّنةً .
وتكون دافع الطفل للاختيار واتخاذ قراراته بنفسه كما يكون تثقيف الطفل على تناوله الالعاب التي يرغب باللعب بها أو بملابسه التي سيرتديها وذلك بطرح جميع الخيارات المُتاحة لديه وشرحها وشرح الآثار المُترتّبة عليها وترك الحرية له لاختيار القرار الذي يراه مُناسباً مع احترام هذا القرار الذي اتّخذه .
ويجب علينا الابتعاد عن المقارنة بين الفرد وأقرانه او من يسنه عمرا لما في ذلك من بث الاتّجاهات السلبيّة للطفل تجاه نفسه وأنه غير قادر على مُجارات أصدقائه أو إخوته وأنّه ليس به ما يُميّزه عن غيره بل يجب على الأم التّركيز على ما يُميّز الطفل وإشعاره بذلك ويجدر بالوالدين انتهاج نهج الرسول عليه الصّلاة والسّلام في توزيع الأدوار وتوظيف الطّاقات لدى الأفراد دون مُقارنة أو مُفاضلة، حيث كان الرسول عليه الصّلاة والسّلام يلفت انتباه أصحابه رضوان الله عليهم إلى القدرات والمَهارات التي يتمتّع بها كل فرد منهم، فيُطلِق الألقاب الحافزة لهم والمُلائمة لطاقاتهم ليثمر ذلك التعزيز في إقبال كلّ منهم على دوره المُناسب بكامل قوتّه وطاقته الداخليّة .
ح.ح